الهروب إلى الصمت
كنت فرحه بشهادة الكفاءة .....فقد نجحت برغم المرض....رغم الظروف الصعبة
ضممتها إلى صدري....راكضة إلى أحضان أمي لأبثها فرحي وأبشرها بنجاحي
ضمتني فرحه ... قائله مبروك نجاحك .... و مبروك خطوبتك.
نظرت أليها بدهشة متسائلة خطوبتي؟؛
نعم يا أ بنتي خطوبتك....لا تنسي كلام الشيخ ...الزواج سيقضي على مرضك
بل الزواج ينسيك المرض وتنشغلين عنه بحياتك الجديدة.
حاولت ألتكلم ....بل أردت أ ن أتكلم ...ولكنها ظمتني وهيا تقول:
لقد وافقنا على زواجك.
وخرج أخي قائلا مبروك عليك خطوبتك .آه ومبروك النجاح أيضا.
لم استطع النطق..ولم يسعفني صوتي حتى على ألكلام.. ضللت صامته ...صامته.
قال آه ألسكوت علامة ألرضي ... على بركة ألله .
وذهب أخي يزف إليهم موافقتي...وأنا مذهولة صامتة أنظر إلى أمي لأستوعب هذا ألذي يحدث
آه أنا هكذا دائما عندما تحاصرني ألمشاكل ...ألوجوه ...ألأصوات
أهرب إلى ألصمت فهوا ملاذي....وخروجي ألأوحد من مآزقي.
ولكنه هذه ألمرة ألصمت أوقعني في مشكله لا أستطيع ألفكاك منها.
آه أنا فتاة القرية ألمحاطة بعادات وتقاليد يجب أن نجاريها...ولو كانت خاطئة.
فها أنا أعجز عن مواجهة هذا ألخطأ ...بل أيضا أهرب إلى الصمت.
وهكذا أتم زواجي...وانتقلت إلى بيت ألزوجيه...آه لا أعرف ماذا أفعل سوى
أن أقاوم هذا ألألم وأصمت عليه.
يجب أن أقوم بواجباتي ألزوجيه ...وللاهتمام بمنزلي ...
يجب أن أنسى هذا ألألم ألذي يعصف بي ...آه يجب أن أصمت حتى على ألألم.
أضحك من نفسي هل أنا قويه حقا لأتحمل حياه جديدة ؟
أهمس ...ألليل..الظلام...الألم. ..ألحزن..ألضعف...أشياء قويه يحتويها الضعف.
آه حقا نسيت نفسي بمشاغلي ألزوجيه ...واهتمامي بعائلة زوجي ...
ولا أنتهي من مشاغلي إلا وأنا منهكة القوى..هاتفه أوجاعي كل مساء
وعندما يحل الليل.
وتمر ألشهور وأنا على هذا ألحال...فلم أستطع ألتماسك وأغمى علي....
لم أفق إلا وأنا في ألمستشفى ...ألكل حولي..ألطبيب...أمي...أخوت ي
وطبعا زوجي...وهم فرحين ويبشرونني باني حامل ....
وضمتني أمي وهي تهمس ...ألم أخبرك إن ألزواج سيقضي على ألمرض
نظرت إلى أمي بحزن..ومن قسوة الألم تمسكت بها صارختا لا أستطيع
تحمل الألم...انه يقطع أحشائي ...ركض ألي الطبيب ..حتى أني لم أعد أستطع
كبت صوتي ..ماسكتا ظهري وبطني من قوة الألم....
أخذت إلى غرفة ألعمليات ...وتم إجهاض طفلي ...وإخباري فيما بعد بفشلي ألكلوي
آهة فقط أفلتت من فمي ...فلا أمتلك إلا أن أغيب داخلي وألوذ إلى صمت..
آه فالفشل يلاحقني ..فشلي بل أحتفاض بطفلي ...فشلي ألكلوي...وفشلي في الدفاع
عن نفسي بصمتي...آه يتكدس ني ألأسى ...ويغتالني الألم
أفتح عيني...الكل محيط بي ...ألطبيب...ألممرضات..أمي ...أخوتي
يملأ وجوههم ألشحوب والأسى ...يغادر الطبيب مع ممرضيه ..
يضمني أخي قائلا سأغادر بكي خارج ألبلاد وسأجعلهم يزرعون لكي أقوى كلى.
لن أستسلم سأخرجك من هذا ألمستشفى ألآن.
وهكذا قرروا أخوتي ألسفر بي إلى إحدى البلاد العربية لمعالجتي هناك...
وعندما أردنا ألمغادره نظرت حولي لم أجده ...سألت أخي أين زوجي؟
نظر إلي قائلا:...لقد أعتذر عن المجيء لالتزامه بعمله.....
أواه هذه صدمه أخري في هذا ألمجتمع ألمفرغ من ألقيم..ألأخلاقيات...
والحب....ألوفاء...والأنسا نيه ..ياإلاهي حتى لم يكلف نفسه بتوديعي.
كم هو مؤلم ألسقوط في هذا ألزمن ألمادي..
والبعد عن الإحساس بالآخرين في همومهم ومشاكلهم
أجاهد في التحكم بأعصابي وأستكين إلى الصمت فهو ملاذي...
آه تضمني أمي...كأنها تحس بما يختلج داخلي قائلة ..أه صغيرتي ستتعافين بإذن ألله
ونذر ألتراب في ألعيون...
وهكذا أخذت إلى ألمستشفى مرة أخرى...ولكن هذه ألمرة لعملية زراعة ألكلى..
وآه ما أقصى ألحياة عندما تضطرك إلى بيع عضوا من جسمك لتأكل ألافوا ه ألجائعة حولك...
نظرت إليها بحزن...وبادلتني ألنظرة بعطف...لاتبتاسي ابنتي هذه رسوم الحياة في هذا الزمن..
أنت لكي تبدين حياة متعافية بإذن الله...وأنا لأساعد أولادي على الاستمرار في
الحياة..هذا هوا قدرنا ....وكل يا خذ نصيبه..
أفقت من ألبنج ...ضمتني أمي قائله لقد نجحت العملية... والطبيب يقول ستعيشين
حياة طبيعية بإذن الله بعد ألآن ....فرحت حقا بل أحسست بتداخل كل الأشياء الرائعة
في داخلي...احتوتني وجهي أمي وأخي بفرح...وأخذت تتسارع دقات قلبي وأنا أحدق
حولي باحثتا عنها...أحاطتني أمي بذراعيها قائلة ...حتى هي نجحت عمليتها وهي
محاطة بأولادها مثلنا تماما....فكم كان لإيقاع كلمات أمي إحساسا رائعا علي...
ولكن أحس مع الفرح بمرارة عالقة في حلقي ....وأنا أتحسس أحشائي ....
بطفل كان هنا لم استطع الاحتفاظ به....
وبعد فترة ألاستجمام التي قضيناها في ربوع هذه البلاد الجميلة .....
عدنا إلى بلادنا ألغالية ...سجدت شكرا للئلاه..مقبلة ثرى أرض بلادي ألحبيبة..
ولكل ينظر إلي بذهول...تلمست لنفسي العذر ...وأنا أتحدى عيونهم بجراءة
لم اعهدها في نفسي من قبل...
ما أروع الحياة مع تدفق أشعة ألشمس وانتشار الحياة والدفء في جسدي
فتتوهج سعادتي... وتتملكني إرادتي...وأكسر حاجز ألصمت ....
وأسبح في عيون ألشمس...أناديك ..يا من تخليت عني..فأني أرغب في حريتي
لا أبدأ حياتي....وأكمل مشواري ألتعليمي....